|
|||||||
سيارتك ستستطيع أن تقوم بتشخيص أعطالها بدقة متناهية.. ستقوم بالاتصال بالمصنع المنتج لها وتبلغه بالأعطال؛ ومن ثم تنتظر تعليمات معينة تقودها لإصلاح نفسها - إن أمكن ذلك - أو تعليمات لك تعلمك الواجب فعله.. هذا ليس أحد الاختراعات التي سنراها بعد سنوات أو أحد أفكار أفلام الخيال العلمي.. بل الطريقة الجديدة المستعملة حاليا في شركة ماكلارن (Mclaren) البريطانية للسيارات. فقد قامت هذه الشركة - المتخصصة في إنتاج السيارات الرياضية - باستعمال هذه التكنولوجيا في سيارتها المعروفة باسم F1. مع ارتفاع نسب حوادث السيارات في كثيرٍ من دول العالم أخذ اتجاه البحث في مجال السيارات يهتم بأمان السيارة وركابها بشكل خاص. وقد يميز البعض اسم "ماكلارن" فهو من الأسماء العريقة في رياضة سباقات السيارات "الفورملا واحد" (Formula 1). وقد أتاحت التكنولوجيا الجديدة للسيارات المتسابقة إمكانية التخاطب مع منصة الفريق أثناء السباق. ومكنتها من اكتشاف أي أعطال قبل حدوثها ومن ثم طلب السائق للدخول لحظيرة الفريق لتغيير القطعة التي على وشك أن تواجه مشاكل. تعتبر ماكلارن أول شركة تنقل هذه التكنولوجيا للسيارات المعدة للإنتاج التجاري بشكل فعال وبعيد عن المغالاة أو المشاكل المعقدة. السيارة الجديدة.. بعقلين
النظام الجديد يشبه إلى حد بعيد طريقة توصيل جهاز كمبيوتر منزلي بشبكة الإنترنت؛ فقد تم تزويد كل سيارة بجهاز مودم (Modem) وجهازي كمبيوتر رئيسيين يمثلان عقلي السيارة: الأول متخصص في التحكم في المحرك وعمله، والثاني يتحكم في الأجهزة الإلكترونية المختلفة في السيارة. يقوم هذان العقلان بمراقبة العمليات المختلفة في أغلب أجزاء السيارة والاحتفاظ بتفاصيل أي خلل يطرأ على عمل أي من هذه الأجزاء المراقبة من قبل هذين العقلين. وطبقا لجدول فحص دوري أو عند حدوث أي خلل، يقوم صاحب السيارة بتوصيل جهاز المودم المعطى له بخط هاتفي من الطرف الأول، ومن الطرف الآخر يقوم بربط المودم بمكان خاص في السيارة. يتولى المودم بعد ذلك الاتصال بالمصنع وارسال تقرير بالعطل أو الأعطال التي حدثت في حالة وجود خلل ما، أو يقوم بإرسال تقرير عن حالة السيارة الحالية في حالة الفحص الدوري. أما عن عملية إرسال التعليمات من المصنع إلى السيارة فتمثل نصرا تكنولوجيا آخر. حيث يوجد جهاز يسمى (MoDIC (Mobile Diagnostic Computer أو (كمبيوتر التشخيص المتنقل). يقوم هذا الجهاز بتلقي تفسير سبب الخلل من المصنع الأم وعرضه لصاحب السيارة وإجراء الإصلاحات الضرورية في حالة إذا كان ذلك ممكنا يكون هذا ممكنا إذا كان الخلل يكمن في تنفيذ إحدى وظائف السيارة، بحيث يمكن استبدال برنامج قادر على التغلب على هذه المشكلة بالجهاز المختص بهذه الوظيفة دون الحاجة للرجوع لورشة الصيانة!. أما إذا كان الخلل لا يمكن إصلاحه فورا، (وكان ميكانيكيا في المقام الأول ويتطلب تدخلا بشريا) يقوم الجهاز بعرض عدة اقتراحات لصاحب السيارة لمساعدته في حل المشكلة. يقوم جهاز MoDIC بتسجيل: المسافة المقطوعة، سرعة دوران المحرك، درجة حرارة ماء تبريد المحرك، الوقت والتاريخ والظروف الجوية لحظة حدوث الخلل؛ وذلك لإرسالها كجزء من التقرير المرسل للمصنع الأم. بعد المكان .. لا يوقف الاتصال
إلا أن هذا ليس أقصى ما يمكن عمله في نظام متطور بهذا الشكل، فقد قامت الشركة بإجراء تطوير آخر على تلك التكنولوجيا وهو ما زاد من قيمتها وفعاليتها في نفس الوقت. السيناريو الذي تحدثنا عنه سابقا كان على فرض أن السيارة متوقفة في مكان داخل المدينة، ويشترط توفر خط هاتفي لتفعيل عملية الاتصال، لكن فلنفترض أن السيارة طرأ عليها خلل في مكان ناء بعيد عن أي خط هاتفي، فما سيكون العمل في هذه الحالة؟! قامت الشركة بتطوير النظام وجعله قابلا للتوصيل بأي هاتف نقال يعمل بتقنية GSM الخاصة بهذه الهواتف. تقوم السيارة بالاتصال فورا بالشركة الأم وتكرار السيناريو السابق، لكن بفرق واحد. إذا لم يكن هناك مركز صيانة قريب يساعد السائق، تقوم الشركة الأم بالتحرك والاتصال بمن يمكنه مساعدة صاحب السيارة في البلد المتواجد فيه! تتيح هذه التكنولوجيا المحافظة على السيارة والتحقق من أي أعطال، سواء حدثت أو قد تحدث، وطريقة العلاج والإصلاح، مع الاهتمام بالهدف الرئيسي وهو حماية سائق السيارة نفسه بالدرجة الأولى من أي أخطار أو أخطاء قد تهدد حياته.
|